Wednesday, December 26, 2007

الصقر .. عمر سليمان

عمر سليمان
نادر الظهور.. نادر الحديث.. كثير الفعل.. ملامح وجهه شديدة التركيب.. واضح و غامض في آن واحد.. رجل وطني قبل كل شيء.. يهوى الابتعاد عن الأضواء.. لكن عدسات الكثيرين تهوى الاقتراب من وجهه في محاولة عميقة لقراءة ما بين تضاريس هذا الوجه.. و لكنها دائماً محاولة تنتهي بالفشل
عمر سليمان.. الصقر
حتى عام 2003 لم يكن رئيس المخابرات العامة المصرية عمر سليمان معروفاً سوى في أوساط المخابرات المختلفة ولعدد من كبار المسئولين في المنطقة، فالرجل الذي يدير أقوى وأهم جهاز استخبارات في العالم العربي منذ سنوات حافظ و لسنوات طويلة على الصورة المعروفة لرجل المخابرات. تلك الصورة التي تتسم في كثير من ملامح تركيبتها بالغموض والابتعاد عن الأضواء.
و مع مرور الوقت و تحديداً مع تصاعد الصراع العربي الفلسطيني بدأ ظهور سليمان و الذي نجح بخبرته الكبيرة و حنكته التي اكتسبها على مدى تاريخه العملي في التوصّل و لو إلى الحد الأدنى من التفاهم بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني بوصفه مسئولاً عن ملف إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ولا نبالغ إذا قلنا أن هناك ما يشبه الاتفاق الضمني غير المعلن بين أبناء التيارات السياسية في مصر- مع اختلاف توجهاتهم-
على أن سليمان رجل وطني قبل كل شيء، فالرجل أسس قناعته منذ بداياته الأولى على أن مصر ينبغي أن تلعب الدور الأساسي في الشرق الأوسط.
و هي القناعات التي اتضحت بصورة كبيرة فو مواقف مصر من الصراع العربي الإسرائيلي و تبني مصر لسياسة تقوم في الأساس على تنبي الحقوق العربية و الدفاع عن الأمن القومي العربي و المصري بوصفهما خطوطاً حمراء لا يجب المساس بأي منها تحت أي مسمى أو اتفاقية أو مبادرة. و هو ما تكشفه قضايا التجسس المتتابعة التي كشفتها المخابرات المصرية دون التوقف كثيراً عن أن هناك سلاماً أو تطبيعاً مع الكيان الصهيوني.
فاتفاقيات السلام شيء و أن تقوم المخابرات المصرية بواجبها شيء آخر,
شيء لا يعرف التفريط في أمن مصر, شيء لا يعرف سوى لغة المواجهة كلما استدعت الضرورة ذلك. شيء يدرك جيداً أن هناك خيطاً رفيعاً يبقى دائماً أشبه بحارس البوابة القادر على التحرك و المواجهة و المنع و المنح و الصد و السماح تبعاً لما تقتضيه الأمور.
و كلها سمات جعلت كثيرين يطلقون على سليمان لقب الصقر, و تشير أوراق سيرة عمر سليمان- حسب ما نشرته جريدة هيرالد تريبيون- إلى انه من مواليد عام 1935, و كان ميلاده في محافظة قنا, و في عام 1954 رحل سليمان إلى القاهرة, ولم يكن عمره قد تجاوز 19 عاماً ليلتحق بالكلية الحربية، وبعد تخرجه أوفده جمال عبد الناصر للحصول على تدريب مُتقدم في أكاديمية فرونز العسكرية بموسكو.
كما حصل على درجتي البكالوريوس و الماجستير في العلوم العسكرية. و في منتصف الثمانينات أثبت تفوقه كخبير استراتيجي عسكري وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية من جامعتي عين شمس والقاهرة ، إضافة على توليه زمالة كلية الحرب العليا.
و قد تولى سليمان إدارة المخابرات الحربية قبل أن يتولى رئاسة جهاز المخابرات العامة الذي يتبع رئاسة الجمهورية مباشرة عام 93. و قد لمع نجم سليمان عام 1995 بعد أن أشار على الرئيس مبارك أن يصحب معه سيارته الليموزين المصفحة ضد الرصاص والقنابل وهو في طريقه لزيارة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور مؤتمر القمة الإفريقي. و قد حصل سليمان على العديد من الأوسمة و الأنواط و منها وسام الجمهورية من الطبقة الثانية و نوط الواجب من الدرجة الثانية و نوط الواجب من الطبقة الأولى و نوط الخدمة الممتازة.
هاني زايد


No comments: