Wednesday, December 26, 2007

مكرم محمد أحمد : المحارب

غضوب لكرامة المهنة .. لم يتربح من قلمه
.. وعد بالقضاء علي السحابة السوداء في الصحافة ..
وتبرأ من تهمة التطبيع
مكرم محمد أحمد: المحارب

في عام 1996 دخلت نقابة الصحفيين معركة مصيرية ضد ترزية القوانين وحملة المباخر وخفافيش الظلام واستطاعت الجمعية العمومية أن تقف وقفة صلبة انكسرت بسببها سيوف الانكشارية .. وممالك العصر.

وقفت النقابة تحت راية العمل المهني صفًا واحدًا خلف النقيب كسابقه الأستاذ إبراهيم نافع واستطاعت أن ترسل رسالة قوية إلي الجميع مفادها: إن الجمعية العمومية برغم انقسامها إلي تيارات سياسية متنوعة إلا أنها تستطيع أن تتناسي الخلافات الأيديولوجية عند الأزمات وتقف تحت راية المهنة.

واستطاعت الجمعية العمومية أيضًا أن تفرض إرادتها علي الجميع عندما اختارت لأول مرة نقيبًا لا ينتمي إلي مؤسسة قومية هو الأستاذ جلال عارف اختارت نقيبًا مستقلاً لا يستند إلي الحشد الانتخابي المبني علي العصبية المؤسساتية وانتهي بانتخابه مصطلح ـ الأهراميون والأخباريون ـ ليؤسس لقاعدة انتخابية جديدة قديمة استردت فيها النقابة وعيها.
وبرغم ما يأخذه البعض علي الزميل جلال عارف من أن النقابة شهدت خلافات شديدة بين أعضاء المجلس أدت إلي تأثير الخدمات التي تقدمها النقابة ووصلت الأمور إلي اختزال العمل النقابي والمعارك السياسية في سلم النقابة .. وهل
من حق الحركات السياسية أن تتخذ منه ملاذًا ومتنفسًا أم لا؟

وتنتهي دورة النقيب والمجلس لتشهد الساحة الصحفية معركة انتخابية من أشرس المعارك التي أسفرت عن انتخاب مجلس لو أرادت الدولة ان تشكله وحشدت له كافة امكاناتها لما نجحت في هذا التشكيل الذي يرضي جميع الاطراف دون تدخل الأجهزة الحكومية أو الأمنية .. ولكن تم بإرادة الجمعية العمومية .. وتم انتخاب نقيب هو بحق رجل المرحلة إنه مكرم محمد أحمد رجل ليس له حسابات ولا توزانات يمكن ان تؤثر علي قراره .. رجل لا يخشي في الحق لومة لائم .. دفع ثمن دفاعه عن حرية الآخرين بمحاولة اغتياله ثلاث مرات ودفع ثمن صلابته للدفاع عن حرية الصحافة في محاولة اغتياله معنويًا وأدبيًا من جانب البعض.

السيرة النقابية للأستاذ مكرم تجعله أصلح من يتسلم الراية في توقيت صعب للغاية فهو الوحيد المؤهل للتفاوض مع الدولة .. والجميع يضمنون أنه لن يتنازل عن جزء من حقوق الجماعة الصحفية وفي نفس الوقت فهو يستطيع فتح قنوات تفاوض شريفة مع معارضيه من أصحاب الرأي الآخر داخل النقابة.
الأستاذ مكرم تنتظره ملفات صعبة تتطلب تكاتف الجميع داخل المجلس الجديد وخارجه من أجل انقاذ النقابة مما أسماه النقيب «السحابة السوداء في الصحافة المصرية».

مكرم محمد أحمد .. محارب من طراز رفيع المستوي .. بدأ رحلته المهنية من قلب العاصمة محررًا للحوادث في قسم الساحل وشبرا في رحلة صعبة كان انحيازه دائمًا للمهنة وغضبه الدائم ضد التجاوزات التي تدفع حرية الصحافة ثمنها المهمة صعبة .. والصحافة تتعرض لمعارك استنزاف شديدة تتطلب إنشاء جبهة صمود وتصد داخل الجماعة الصحفية نقف فيها خلف المحارب مكرم والمجلس الجديد.

No comments: