Wednesday, December 26, 2007

الجحيم اسمه عبود!!

حصريًا وكل يوم خميس
الحجيم اسمه عبود!!

مدير تشغيل الموقف: أريد حلاً
كتبت ـ شيماء الزين:

فتاة جاءت للفسحة مع حبيبها فتأخرت عن الرجوع سبع ساعات .. مقلب .. مش كده؟!
مسئول مكتب شرق الدلتا: روحوا اشتكوا في ميت غمر!!

لف الموقف عرض وطول .. روح اتغذي وارجع .. ممكن تتعشي لو حبيت!! .. ستجد الوجوه نفس الوجوه مع اختلاف بسيط وهو أنك ستضطر لضرب العدد القديم في خمسة أو عشرة .. مش مهم .. العدد في الليمون! .. تلك ببساطة تفاصيل فيلم حصري يعرض يوم الخميس من كل أسبوع علي شاشة عرض طبيعية أول حرف من اسمه «الجحيم عبود».

فيلم دور البطولة فيه ليس محجوزًا لنجوم الشباك ..عادل إمام .. يسرا .. إلهام شاهين .. أحمد السقا .. أحمد حلمي «الموقف طبعًا» .. هؤلاء جميعًا يختفون لتظهر علي شاشة العرض وجوه عزة وريهام وأم أحمد وغيرهم .. ممن جاءوا إلي مصر المحروسة بحثًا عن فرصة عمل أو علاج أو استكمال دراسة فكتب عليهم طوعًا وكرهًا معايشة جحيم عبود!! .. هؤلاء أيضًا ليسوا وحدهم نجوم الشباك ..
ففي الكادر أيضًا سائقو سيارات الأجرة المتعاملين مع يوم الخميس من كل أسبوع علي أنه مولد وصاحبه حاضر!! .. وهناك أيضًا مكاتب الشركة القابضة للنقل البري والبحري بخطوطها الطوالي الممتلئة بطولها وعرضها ومقاعدها وطرقاتها وشبابيكها وأبوابها في انتظار صفارة الباشا الكمساري .. ودوسة البيه السواق «دبرياج .. فرامل .. بنزين»!!
موقف عبود أحد أهم مواقف سيارات الأجرة في القاهرة الكبري حيث يوجد به سيارات أجرة محافظات الوجه البحري .. مكاتب الشركة القابضة للنقل البري والبحري.

البيه السواق
هذا هو أنسب وصف لما يحدث يوم الخميس من السائقين .. بداية من زيادة الأجرة والتي قد تصل للضعف .. وتحميل السيارة بما يزيد علي عددها وذلك نتيجة كثرة الركاب وقلة السيارات .. وعندما توجهنا بالسؤال لعدد من سائقي الأجرة عن سبب قلة السيارات كان الرد إن السيارة التي تترك الموقف متجهة إلي اقليم لا تعود مرة أخري في 90% من الحالات لأنه لا يوجد ركاب متجهون من الاقاليم للقاهرة في ذلك الوقت.
اللواء محمد سليمان مدير عام مواقف سيارات الأجرة أكد أن الموقف أنه يحاول حل تلك المشكلة باستدعاء سيارات أجرة قليوبية وشركات ورحلات وغيرها.

عفوًا .. النهاردة الخميس
أما عن الركاب .. فحدث ولا حرج .. كانت مع «عزة» طالبة ماجستير بكلية الإعلام .. عزة من السنبلاوين وتقطن القاهرة منذ ما يقرب من ستة سنوات لدراستها .. وفي العادة لا تسافر يوم الخميس ولكن ظروفها اضطرتها لذلك وعندما قابلناها الساعة السادسة والنصف كانت قد مرت ثلاث ساعات علي انتظارها في الموقف.
علي بعد خطوات من عزة كانت تقف الحاجة «أم أحمد» ومعها فتاتان، في البداية اعتقدت أنهما ابنتيها ولكن بالحديث معهم اكتشفت ان تلك الألفة قد خلقتها ساعات الانتظار .. منذ الخامسة إلا الربع وحتي السابعة والربع .. وقالوا إنه منذ قليل قد أتي سائق بيچو وحمل في سياراته سيدات فقط إشفاقًا عليهن من ظلام الليل .. وقالوا لي إن هناك رجلا يتصل بسائق معرفة لكي يأتي ويأخذهم لميت غمر وعرضوا عليّ السفر معهم .. حيث قدمت لهم نفسي بصفتي مسافرة مثلهم .. فشكرتهم وقلت إن أبي يرفض سفري في الليل وانني سأبقي للمبيت بالقاهرة.

أما في موقف الزقازيق فقد قابلت ريهام .. والتي كانت تندب حظها .. فهي من الزقازيق وتدرس بأحد المعاهد هناك دون علم والدها ومرتبطة عاطفيًا بشاب أيضًا دون علم والدها .. وأتت معه لقضاء يوم الخميس في القاهرة بعيدًا عمن قد يراهم في الزقازيق .. وعندما قلت لها أنهما قد اختارا اليوم الخطأ قالت: «لم أكن أدري اننا سنظل في الموقف منذ الثانية حتي السابعة».

أسرة تبحث عن سيارة تقلهم إلي دكرنس
.. طالبتان جامعيتان من أبو كبير لا يجدون ما يأخذهم لبلدهم .. محاسب من ميت غمر حضر للقاهرة لإنهاء الأوراق الخاصة بتأشيرته .. وكثير غيرهم من محافظتي الدقهلية والشرقية اتفقوا جميعًا في أنهم في عبود منذ الثالثة أو الرابعة وحتي السابعة مساءً.

أين الشركة القابضة؟
الشركة القابضة للنقل البري والبحري لها مكاتب في عبود .. اتجهنا لتلك المكاتب لسؤالهم عن سبب قلة الأتوبيسات وخاصة بعد الثالثة عصرًا.

كانت البداية مع مجدي محمد مدير مركز تشغيل عبود لشركة أتوبيس وسط وغرب الدلتا .. والذي أكد ان هناك أتوبيسات لكل الجهات التي تغطيها الشركة «زفتي .. السنطة .. طنطا .. المحلة .. كفر الشيخ .. إسكندرية .. دمنهور» وأراني بعض الكشوف الخاصة بأيام الخميس السابقة.
والتي تؤكد ان هناك أتوبيسات لتلك الجهات حتي الساعة الحادية عشر والربع .. ولكن عندما أشرت إلي ميعاد أتوبيسين متتاليين الأول الساعة السادسة والثاني الساعة الثامنة قال: إن ازدحام الطريق لابد أن يسبب بعض التأخير .. كلام مدير المركز لم يتوقف عند الدفاع .. حيث اشتكي أيضًا من أن موقف عبود يحتاج لبعض التنظيم حيث إن خروج الأوتوبيس قد يحتاج ما يزيد على الربع ساعة، كما أن مساحة الموقف لا تستوعب كل الأتوبيسات المرخصة.
عفوًا .. لابد من تصريح
«عفوًا .. لابد من تصريح» كان هذا رد المسئول عن مكتب شركة شرق الدلتا للنقل والسياحة .. ورفض الإدلاء بأي تصريح أو إعطاء أية معلومات .. وعندما قلت له إنني اشتكي بصفتي مسافرة علي خط ميت غمر والذي تغطيه الشركة .. قال «روحي اشتكي في مقر الشركة في ميت غمر».

علي العكس تمامًا كان العقيد أحمد أحمد كرم الله مدير عام مراكز التشغيل وعضو مجلس إدارة شركة الوجه القبلي للنقل والسياحة والعقيد أحمد استقبلني في مكتبه ماي قرب من الساعة وأخبرني عن الشركة الكثير .. وقال إن الأتوبيسات يبدأ عملها منذ السادسة صباحًا وحتي الواحدة والنصف صباحًا .. ولأول مرة أشعر أن السفر إلي الصعيد قد يكون سهل لهذه الدرجة .. وأكد العقيد أحمد كرم الله ان أتوبيسات الشركة تخدم يوميًا ما يقرب من خمسة آلاف راكب عن طريق 120 أتوبيسًا يوميًا قد يزيد علي 145 في الأعياد تغطي الوجه القبلي بأكمله: «الفيوم ـ حلوان ـ البحر الأحمر ـ بني سويف ـ المنيا .. قنا ـ أسوان».

حملت كل تلك الشكاوي للسيد اللواء محمد سليمان مدير عام إدارة مواقف سيارات الأجرة، الذي أكد ان هناك مشروعًا للتوسع الرأسي في موقف عبود والمقرر بدايته مع بداية عام 2008 ولمدة ثلاثين شهر.
أكد ان ذلك المشروع الذي سيتم علي أربعة مراحل سوف يحل الكثير من مشاكل موقف عبود بداية من زيادة القدرة الاستيعابية للموقف والذي مساحته 35 ألف متر، وأيضًا مشكلة مدخل الموقف الذي اشتكي منه الكثير من السائقين، وإيجاد أماكن للسيارات التي تحمل ترخيص ولا تجد مكان.

أما السيدة سامية حسن ـ مندوبة المحافظة ومديرة الشئون القانونية بالموقف فأكدت وجود نقطة شرطة تابعة لقسم الساحل، ونقطة مرور ومباحث أمن الدولة ومباحث النقل .. السيدة سامية طالبت الركاب بعدم الخضوع للسائقين عندما يطلبوا أجرة زيادة والابلاغ عنهم.

وعندما سألتها وكيف ذلك؟! .. ان كان الناس يودون العودة إلي بيوتهم بأي طريقة .. وقلت لها ان جولتي يوم الخميس قد استغرقت ما يزيد علي الساعة والنصف .. وعندما قطعت الموقف عائدة من آخره لأوله لأعود من حيث أتيت .. وجدت الواقفين كما هم، بل وزادوا بينما الميكروباصات تمتليء .. فمتي يعود هؤلاء لبيوتهم.
قالت إن إدارة الموقف تحاول حل تلك المشكلة باستدعاء سيارات من خارج الموقف .. ولكن لا يمكن أن يظل الناس يشتكون مع أنهم السبب .. لأنهم يتهاونون مع السائقين .. ولكن يظل السؤال قائمًا .. متى يذهب هؤلاء لبيوتهم؟!!

No comments: